الظل الذي تبعني
المؤلف قصص الضحايا
تاريخ النشر
آخر تحديث

 الظل الذي تبعني: حكاية تحذيرية

 


في زحام الحياة اليومية، حيث تتراقص الأضواء وتتلاشى الوجوه، هناك شعور خفي قد يتسلل إلى أعماقنا. شعور بأن هناك شيئًا ما يتربص، يتبع خطواتنا بصمت، ويراقب كل حركة دون أن يترك أثرًا ماديًا. هذا هو بالضبط ما اختبرته، وهذا هو الظل الذي تحول إلى كابوسي الأبدي.

"في كل زاوية، في كل انعطاف، شعرت به. ظلٌّ لا يملك وجهًا، لكنه كان يلتصق بي مثل كابوس."

هكذا بدأت حكايتي، التي لم أدرك أنها ستكون نهايتي. لم يكن ظلًا عاديًا يسقط على الجدران بفعل الضوء، بل كان إحساسًا عميقًا بالترقب، بوجود لا مرئي يلفني. كنت أحاول أن أقنع نفسي أنه مجرد وهم، نتاج خيالي المفرط أو ضغط الحياة. لكن الإحساس كان أقوى من أي محاولة لإنكاره. كان يزداد كثافة في الأماكن الهادئة، وفي ساعات الليل المتأخرة، عندما يخفت ضجيج العالم وتصبح حواسي أكثر يقظة.

لم أكن أخشى الظلام، بل أخشى ما يمكن أن يختبئ فيه. هذا الظل لم يكن له ملامح، لم يكن له صوت، لكنه كان يهمس في أعماق روحي بنذير شؤم. كنت أرى انعكاسه في عينيّ عند النظر في المرآة، لم يكن سوى خوفي المتجسد. هذا الشعور بالملاحقة لم يكن مجرد قلق عابر، بل كان يتغلغل في كل تفاصيل حياتي. جعلني ألتفت باستمرار، أبحث عن مصدر هذا الإحساس، لكن لا شيء يظهر. فقط الفراغ، الذي كان يملأني برعب صامت.

"لم أكن أعلم أن هذا الظل سيصبح كابوسي الأبدي، وأن نهايتي ستكون بسببه."

هذه الكلمات تحمل في طياتها مأساة نهاية غير متوقعة. ألمي لم يكن مجرد خوف من مجهول، بل كان إحساسًا بأن القدر يتجه نحو نقطة اللاعودة. لم أكن أدرك أن هذا الظل الذي طاردني هو في الحقيقة نذير لمواجهة محتومة، مواجهة لم أكن مستعدة لها على الإطلاق.

ليست كل الظلال مجرد انعكاسات ضوئية. بعضها يكون انعكاسًا لما يدور في أعماقنا، من مخاوف وقلق. وبعضها الآخر قد يكون نذير شؤم لتهديد حقيقي يتشكل في الأفق. قصتي هي تذكير مؤلم بأننا أحيانًا قد نتجاهل تلك الإشارات الخفية، تلك الإنذارات التي يرسلها لنا حدسنا، حتى فوات الأوان.

لعل هذه الكلمات تكون بمثابة وميض تحذيري للجميع. استمعوا إلى حدسكم، انتبهوا لتلك الظلال التي قد تشعرون بها، سواء كانت داخلية أو خارجية. فالحياة مليئة بالمفاجآت، بعضها جميل ومشرق، وبعضها الآخر مظلم ومأساوي. والأهم من كل ذلك، تذكروا أن أقوى دفاع لنا غالبًا ما يكمن في استماعنا لأنفسنا، وفي ثقتنا بحدسنا، حتى لا نقع فريسة للظلال التي تتبعنا.


تعليقات

عدد التعليقات : 0